قل
لي : بأي درجة من درجات الحُبُّ تقف الآن ..!
الثلاثاء 3
/ جمادى الأولى /1435هـ
Al-muneef .s. m قل
لي : بأي درجة من درجات الحُبُّ تقف الآن ..!
قسم
العرب الحب إلى درجات وكل درجة تصف مرحلة حب وهي :
أولاً
– مرحلة الحُبُّ :
الحُبُّ
الودادُ والـمَحَبَّةُ ، وهو غليان القلب و ثورانه عند لقاء الـمحْبُوب.
ثانياً
– مرحلة الصَبابةُ :
الصَبابةُ
رِقَّةُ الشوقِ وحرارته .
والصُّبَابة
: البَقِـيَّة اليسيرة تبقى في الإِناءِ من الشراب ،
فإِذا
شربها الرجل قال تَصابَبْتُها ،
أَي
بقية فَقْدُ من كنت معه بقية محب يَتَمَزَّزُه ويَتَصابُّه .
يقال
رجل صبٌّ : عاشقٌ مشتاقٌ ، وقد صَبِبْتَ يا رجلُ بالكسر . قال الشاعر :
إذا
ما صَديقُكَ لم يَصْبَـبِ .... ولَسْتَ تَصَبُّ إلى الظاعِنينَ
ثالثاً – مرحلة الهَوَى :
الهَوَى
محبةُ الإِنسان الشيء وغَلَبَتُه على قلبه ،
الهَوى
العِشْق ، يكون في مداخل الخير والشر .
رابعاً – مرحلة العَلاقة :
العَلاقة
: الهوى والحُبُّ اللازم للقلب .
قال
ابن سيده : وفي المثل :
(عَلِقَتْ
مَعالِقَها وصَرَّ الجُنْدب) يضرب هذا للشيء تأْخذه فلا تريد أَن يُفْلِتَكَ .
خامساً – مرحلة الجَوَى :
الجَوَى
: الحُرْقة وشدَّة الوَجْدِ من عشق أَو حُزْن ،
قال
ابن سيده : الجَوَى الهَوَى الباطن ،
انتقال الحب إلى
مراحلة داء طويل الأمد .
سادساً – مرحلة الخُلَّة :
الخُلَّة
الصداقة المختصة التي ليس فيها خَلَل تكون في عَفاف الحُبِّ ،
أي المحب النقي الذي
ليس في محبته شوائب ،
قال
أَبو عمرو :
الخُلَّة
ما لم يكن فيه مِلْح ولا حُموضة ، والحَمْض ما كان فيه حَمَضٌ ومُلوحة ،
الخَلَّة
الخصلة الحسنة خاصة ، ويقال فلان كريم الخِلال ولئيم الخِلال ، وهي الخِصال .
سابعاً – مرحلة الكلَف :
الكلَف
الوُلوع بالشيء مع شغل قلب ومَشقة . كَلِفْت بالأَمر إذا أُولِعْت به وأَحْبَبْته
.
وكلَّفه
تكليفاً أَي أَمره بما يشق عليه .
وتكلَّفت
الشيء : تجشَّمْته على مشقَّة وعلى خلاف عادتك .
وفي
الحديث : عثمان كَلِفٌ بأَقاربه أَي شديدُ الحبّ لهم .
ثامناً – مرحلة العِشْقُ :
العِشْقُ
والمَعْشَقُ ، كمَقْعَدٍ : عُجْبُ المُحِبِّ بمَحْبوبِه ، أو إفْراطُ الحُبِّ ،
ويكونُ
في عَفافٍ ، عَمَى الحِسِّ عن إدْراكِ عُيوبِهِ .
سمي
العاشِقُ عاشِقاً : لأَنه يَذْبُلُ من شدة الهوى كما تَذْبُل العَشَقَةُ ،
العَشَقَةُ
: شجرة تَخْضَرُّ ثم تَدِقُّ وتَصْفَرُّ .
والعُشُقُ
من الإِبل الذي يلزم طَرُوقَتَه ولا يَحنّ إِلى غيرها .
تاسعاً – مرحلة الشَّغَفُ :
الشَّغافُ
: غِلافُ القَلْب ، وهو جلدة دُونَه كالحجاب وسُوَيْداؤه ،
شَغَفَه
الحُبُّ دخل حُبُّه تحت الشَّغاف ، شَغَفَه الحُبُّ غَشَّى الحبُّ قَلْبَها ،
قال
أَبو بكر : شَغافُ القلب وشَغَفُه غِلافُه .
قال
قيس بن الخطيم :
إني
لأَهْواكِ غيْرَ ذي كَذِبٍ .... قد شَفَّ منِّي الأحْشاءُ والشَّغَفُ .
أَبو
الهيثم :
الشَّغَفُ
يقال لحجابِ القلب وهي شَحْمة تكون لِباساً للقلب الشَّغافُ ،
وإذا
وصل الداء إلى الشَّغاف فلازَمه مَرِضَ القلب ولم يصِحّ .
عاشراً – مرحلة الشَّعَفُ :
الشَّعَفُ
شِدّة الحُبِّ .
قال
الأَزهريّ : الشَّعَفُ الحُبُّ الشديد يتمكن من سَوادِ القلب لا من طَرفه .
والشَّعْفُ
إحْراقُ الحُبِّ القلبَ مع لذة يجدها كما أَن البعير إذا هُنِئَ بالقطران يجد له لذة
مع حُرْقة ،
قال
امْرُؤ القيس :
لِتَقتُلَني
، وقد شَعَفْتُ فُؤادَها ..... كما شَعَفَ المَهْنُوءةَ الرجلُ الطَّالي .
يقول
: أَحْرَقْتُ فؤادَها بِحبي كما أَحرق الطالي هذه المَهْنوءة ،
ففؤادها
طائر من لذة الهِناء لأَن المهنوءة تجد للهِناء لذة مع حُرْقة ،
ومعنى
شُعِفَ بفلان إذا ارتفع حُبُّه إلى أَعلى المواضع من قلبه ،
والشَّعْفةُ
المَطْرةُ الهَيِّنةُ .
وفي
المثل : (ما تَنْفَعُ الشَّعْفةُ في الوادي الرُّغُبِ ) ،
يُضْرَبُ
مثلاً : للذي يُعْطيك قليلاً لا يقع منك مَوْقِعاً ولا يَسُدُّ مَسَدّاً .
والوادي
الرغُبُ : الواسِعُ الذي لا يَمْلَؤُه إلا السيلُ الجُحاف .
الحادي عشر – مرحلة المُتَيَّم :
التَّيْمُ
: أَن يَسْتَعْبده الهَوَى ، والتَّيم ذَهابُ العقل من الهَوى ،
وتيَّمَه
الحبُّ إِذا اسْتولى عليه .
المُتَيَّم من استعبده هوى فذهب عقله .
قال
الأَصمعي :
تَيَّمَتْ
فلانةُ فلاناً تُتَيِّمهُ وتامَتْه تَتِيمُه تَيْماً ، فهو مُتَيَّم بالنساء ومَتِيمٌ
بهنَّ .
وتامَتْهُ
المرأة : العِشْقُ والحُبُّ تَيْماً وتَيَّمَتْهُ تَتْييماً : عَبَّدَتْه وذَلَّلَتْه
.
تَيَّمَهُ
الحُبُّ : أي عَبَّدَهُ وذلَّ لَهث ، فهو مُتَيَّمٌ .
الثاني عشر – مرحلة البَتْل :
البَتْل
: القَطْع ، بَتَّلَ : انقطعَ إليه وأخلص ،
أَعطيته
عطاء بَتْلاً أَي مُنْقَطعاً ، لا يعطيه عطاءً بعده ،
منقطع
عن العالم وهائم بحبه .
الثالث عشر – مرحلة الوَلَهُ :
الوَلَهُ
: ذهاب العقل لفِقْدانِ الحبيب .
الوَلَهُ
: الحزن ، الوَلَهُ : كل أُنثى فارقت ولدها فهي والِهٌ .
الوَلَهُ
: هو ذهاب العقل والتحير من شدّة الوجد أَو الحزن أَو الخوف .
وفي
الحديث :
لا تُوَلَّهُ
والدةٌ على ولدها أَي لا تُجْعَلُ والهاً ، وذلك في السبايا .
والوَلَهُ
: يكون بين الوالدة وولدها ، وبين الإِخوة ، وبين الرجل وولده ،
وقد
وَلَهتْ وأَوَلهها غيرُها ، وقيل في تفسير الحديث :
لا تُوَلَّه
والدة على ولدها أَي لا يُفَرَّقُ بينهما في البيع ،
وفي
حديث نُقَادَةَ الأَسَدِيِّ :
غير
أَن لا تُوَلِّه ذَاتَ ولد عن ولدها .
وفي
حديث الفَرَعَةِ :
تُكْفِئُ
إِناءَك وتُوَلِّه ناقَتَك أَي تَجْعَلُها والِهَةً بذبحك ولدها .
الرابع عشر – مرحلة الهُيامُ :
الهُيامُ
بالضم : أشدُّ العطش . الهُيامُ جنون العشق .
رجل
مَهْيومٌ وأَهْيَمُ ، والأُنثى هائمةٌ وهَيْماءُ ، أي شديدُ العَطشِ .
الهُيامُ
: داء يصيب رؤوس الإبل العطشى فتهيمُ في الأرض لا ترعى حتى تهلك ،
يقال
: ناقةٌ هَيْماءُ ،
الهَيْماءُ
أيضاً : الأرض لا ماء بها .
والهَيامُ
بالفتح : الرملُ لا يتماسك أن يسيل من اليد لِلِينِهِ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق