وهج من
لغة القرآن 29/4،3
الأحد 28 /رمضان
/1437هـ سورة التكاثر
Al-muneef .s.m وهج من لغة القرآن ..
﴿
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١﴾ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢﴾ كَلَّا
سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣﴾
ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ
﴿٥﴾ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴿٦﴾
ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ
عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨﴾
مقتطفات من قصار السور .. وآيات من طوال السور
..
توضح فائدة الإعراب : وهو إيضاح مواقع الكلمات
في تركيب وفهم المعاني..
من كتاب إعراب القرآن الكريم ..
(
ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر )
ألهاكم التكاثر : فعل ماضٍ ومفعول به مقدم وفاعل مؤخر
التكاثر التباري في
الكثرة والتباهي بها
أل : في
التكاثر : للعهد وهو التكاثر في الدنيا ولذاتها وما يبدو فيها من تعاجيب
وتهاويل تستهوي
الناظر وتخدعه إلى حين
حتى : يجوز أن
تكون عاطفة ويجوز أن تكون حرف غاية وجر وعلى كل حال
هي بمثابة الغاية
للإلهاء
زرتم المقابر : فعل ماضٍ وفاعل ومفعول به
المراد بالزيارة التفاخر بالموتى أي أبلغ منكم الطيش والبله حداً دعاكم إلى
زيارة القبور أو
أضفتم إلى التكاثر بالأموال زيارة القبور لتتكاثروا بالموتى ،
ويجوز أن يكون المعنى
ألهاكم التكاثر بالأموال والأولاد إلى أن متم وقبرتم
وقد أضعتم أعماركم فيما لا
طائل تحته وأغفلتم وضيعتم ما هو الأهم والأجدى
من السعي لأخراكم فتكون زيارة
القبور عبارة عن الموت وتتعين حتى الغائية الجارة
( كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم
اليقين لترون الجحيم)
كلا : حرف ردع
وزجر عن التشاغل عن الطاعات والجنوح إلى الزخارف والظواهر
سوف : حرف
استقبال
تعلمون : فعل مضارع
مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون
الواو : فاعل ، ثم : حرف عطف ،
سوف تعلمون : عطف على الجملة الأولى من باب التوكيد اللفظي
مع توسط حرف العطف
قال : الزمخشري : والتكرير تأكيد للردع والإنذار وثم دلالة على أن
الإنذار الثاني أبلغ
ومن الأول وأشد كما تقول للمنصوح :
"أقول لك ثم أقول لك لا تفعل" وجواب لو محذوف يعني لو تعلمون
ما أمامكم من هول
لفعلتم ما لا يمكن وصفه واكتناهه ولكنهم جهلة ضلال .
وتعلمون : فعل مضارع مرفوع والواو فاعل والمفعول محذوف تقديره عاقبة
التلهي والتفاخر
والتكاثر ،
علم اليقين : مصدر قيل وأصله العلم اليقين فهو من باب إضافة الموصوف
إلى صفته
(لترون الجحيم )
" وعين اليقين مصدر على المعنى لأن رأى
وعاين بمعنى واحد "
لترون : لا يصح
أن يكون قوله لترون هو
الجواب لأنه محقق الوقوع فلا يعلق
ل : اللام
جواب قسم محذوف
ترون : فعل
مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون المحذوفة لتوالي
الأمثال وأصله " لترأيون " فلما
تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفاً
وحذفت لسكونها وسكون
الواو بعدها ثم ألقيت حركة الهمزة التي هي عين
الكلمة على الراء
وحذفت لثقلها ثم دخلت النون المشددة التي هي للتوكيد
فحذفت نون الرفع
لتوالي الأمثال وحركت الواو بالضم لالتقاء الساكنين
ولم تحذف لأنها لو
حذفت لاختل الفعل بحذف عينه ولامه و واو الضمير
( ثم لترونها عين اليقين ) عطف على ما تقدم
عين اليقين : نصب على أنها صفه لمصدر محذوف أي لترونها رؤية
عين اليقين وصفت
الرؤية التي هي سبب اليقين بكونها عين اليقين
( ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم ) عطف أيضاً
تسألن : فعل
مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون المحذوفة لتولي
الأمثال واو الفاعل
حذفت لالتقاء الساكنين والنون نون التوكيد الثقيلة
يومئذٍ ، عن
النعيم : متعلقان
بتسألن فالمبالغات ست في باب البلاغة :
اشتلمت السورة على ست مبالغات :
1- تكرير الإنذار
للدلالة على أن الإنذار الثاني أبلغ من الأول في قوله
( ثم كلا سوف تعلمون )
2- تكرير التنبيه
فقال : ( لو تعلمون ) محذوف
الجواب ليذهب الخيال
في تقديره كل مذهب
3- القسم في قوله ( لترون الجحيم ) لتوكيد
الوعيد
4- كرر القسم معطوفاً
بـ ثم بقوله ( ثم لترونها عين
اليقين )
تغليظاً في التهديد ،
وزيادة في الوعيد
5- جعل الرؤية ( عين اليقين ) وخالصته
مبالغة خاصة .
6- كرر القسم معطوفاً
بـ ثم بقوله ( ثم لتسألن
يومئذٍ عن النعيم )
فإن قلت ما هو النعيم
الذي يسأل عنه الإنسان
ويعاتب عليه فما من
أحد إلا له نعيم ؟
قلت : هو نعيم
المتبطلين المتبجحين الذين جنحوا إلى اللذات وأوضعوا في الآثام ،
واستنزفوا أوقاتهم
باللهو والطرب ومنادح اللذة لا يبغون عنها بديلاً ولا يقدمون
شيئاً لدنياهم وأخراهم
، فأل في "النعيم " للاستغراق
