الثلاثاء، 4 مارس 2014

قل لي : بأي درجة من درجات الحُبُّ تقف الآن ..!

قل لي : بأي درجة من درجات الحُبُّ تقف الآن ..!

الثلاثاء 3 / جمادى الأولى /1435هـ
Al-muneef .s. m          قل لي : بأي درجة من درجات الحُبُّ تقف الآن ..!

قسم العرب الحب إلى درجات وكل درجة تصف مرحلة حب وهي :
أولاً – مرحلة الحُبُّ :
الحُبُّ الودادُ والـمَحَبَّةُ ، وهو غليان القلب و ثورانه عند لقاء الـمحْبُوب.
ثانياً – مرحلة الصَبابةُ :
الصَبابةُ رِقَّةُ الشوقِ وحرارته .  
والصُّبَابة : البَقِـيَّة اليسيرة تبقى في الإِناءِ من الشراب ،
فإِذا شربها الرجل قال تَصابَبْتُها ،
أَي بقية فَقْدُ من كنت معه بقية محب يَتَمَزَّزُه ويَتَصابُّه .  
يقال رجل صبٌّ : عاشقٌ مشتاقٌ ، وقد صَبِبْتَ يا رجلُ بالكسر . قال الشاعر :  
إذا ما صَديقُكَ لم يَصْبَـبِ .... ولَسْتَ تَصَبُّ إلى الظاعِنينَ
ثالثاً – مرحلة الهَوَى :  
الهَوَى محبةُ الإِنسان الشيء وغَلَبَتُه على قلبه ،
الهَوى العِشْق ، يكون في مداخل الخير والشر .
رابعاً – مرحلة العَلاقة :  
العَلاقة : الهوى والحُبُّ اللازم للقلب .  
قال ابن سيده : وفي المثل :  
(عَلِقَتْ مَعالِقَها وصَرَّ الجُنْدب) يضرب هذا للشيء تأْخذه فلا تريد أَن يُفْلِتَكَ .
خامساً – مرحلة الجَوَى :  
الجَوَى : الحُرْقة وشدَّة الوَجْدِ من عشق أَو حُزْن ،
قال ابن سيده : الجَوَى الهَوَى الباطن ،
انتقال الحب إلى مراحلة داء طويل الأمد .  
سادساً – مرحلة الخُلَّة :  
الخُلَّة الصداقة المختصة التي ليس فيها خَلَل تكون في عَفاف الحُبِّ ،
أي المحب النقي الذي ليس في محبته شوائب ،  
قال أَبو عمرو :
الخُلَّة ما لم يكن فيه مِلْح ولا حُموضة ، والحَمْض ما كان فيه حَمَضٌ ومُلوحة ،  
الخَلَّة الخصلة الحسنة خاصة ، ويقال فلان كريم الخِلال ولئيم الخِلال ، وهي الخِصال .
سابعاً – مرحلة الكلَف :  
الكلَف الوُلوع بالشيء مع شغل قلب ومَشقة . كَلِفْت بالأَمر إذا أُولِعْت به وأَحْبَبْته .
وكلَّفه تكليفاً أَي أَمره بما يشق عليه .
وتكلَّفت الشيء : تجشَّمْته على مشقَّة وعلى خلاف عادتك .
وفي الحديث : عثمان كَلِفٌ بأَقاربه أَي شديدُ الحبّ لهم .
ثامناً – مرحلة العِشْقُ :  
العِشْقُ والمَعْشَقُ ، كمَقْعَدٍ : عُجْبُ المُحِبِّ بمَحْبوبِه ، أو إفْراطُ الحُبِّ ،
ويكونُ في عَفافٍ ، عَمَى الحِسِّ عن إدْراكِ عُيوبِهِ .
سمي العاشِقُ عاشِقاً : لأَنه يَذْبُلُ من شدة الهوى كما تَذْبُل العَشَقَةُ ،   
العَشَقَةُ : شجرة تَخْضَرُّ ثم تَدِقُّ وتَصْفَرُّ .  
والعُشُقُ من الإِبل الذي يلزم طَرُوقَتَه ولا يَحنّ إِلى غيرها .
تاسعاً – مرحلة الشَّغَفُ :  
الشَّغافُ : غِلافُ القَلْب ، وهو جلدة دُونَه كالحجاب وسُوَيْداؤه ،
شَغَفَه الحُبُّ دخل حُبُّه تحت الشَّغاف ، شَغَفَه الحُبُّ غَشَّى الحبُّ قَلْبَها ،
قال أَبو بكر : شَغافُ القلب وشَغَفُه غِلافُه .
قال قيس بن الخطيم :
إني لأَهْواكِ غيْرَ ذي كَذِبٍ .... قد شَفَّ منِّي الأحْشاءُ والشَّغَفُ .
أَبو الهيثم :
الشَّغَفُ يقال لحجابِ القلب وهي شَحْمة تكون لِباساً للقلب الشَّغافُ ،    
وإذا وصل الداء إلى الشَّغاف فلازَمه مَرِضَ القلب ولم يصِحّ .
عاشراً – مرحلة الشَّعَفُ :  
الشَّعَفُ شِدّة الحُبِّ .  
قال الأَزهريّ : الشَّعَفُ الحُبُّ الشديد يتمكن من سَوادِ القلب لا من طَرفه .
والشَّعْفُ إحْراقُ الحُبِّ القلبَ مع لذة يجدها كما أَن البعير إذا هُنِئَ بالقطران يجد له لذة مع حُرْقة ،
قال امْرُؤ القيس :  
لِتَقتُلَني ، وقد شَعَفْتُ فُؤادَها ..... كما شَعَفَ المَهْنُوءةَ الرجلُ الطَّالي .
يقول : أَحْرَقْتُ فؤادَها بِحبي كما أَحرق الطالي هذه المَهْنوءة ،
ففؤادها طائر من لذة الهِناء لأَن المهنوءة تجد للهِناء لذة مع حُرْقة ،
ومعنى شُعِفَ بفلان إذا ارتفع حُبُّه إلى أَعلى المواضع من قلبه ،   
والشَّعْفةُ المَطْرةُ الهَيِّنةُ .
وفي المثل : (ما تَنْفَعُ الشَّعْفةُ في الوادي الرُّغُبِ ) ،   
يُضْرَبُ مثلاً : للذي يُعْطيك قليلاً لا يقع منك مَوْقِعاً ولا يَسُدُّ مَسَدّاً .  
والوادي الرغُبُ : الواسِعُ الذي لا يَمْلَؤُه إلا السيلُ الجُحاف .
الحادي عشر – مرحلة المُتَيَّم :  
التَّيْمُ : أَن يَسْتَعْبده الهَوَى ، والتَّيم ذَهابُ العقل من الهَوى ،
وتيَّمَه الحبُّ إِذا اسْتولى عليه .  
المُتَيَّم من استعبده هوى فذهب عقله .  
قال الأَصمعي :  
تَيَّمَتْ فلانةُ فلاناً تُتَيِّمهُ وتامَتْه تَتِيمُه تَيْماً ، فهو مُتَيَّم بالنساء ومَتِيمٌ بهنَّ .
وتامَتْهُ المرأة : العِشْقُ والحُبُّ تَيْماً وتَيَّمَتْهُ تَتْييماً : عَبَّدَتْه وذَلَّلَتْه .
تَيَّمَهُ الحُبُّ : أي عَبَّدَهُ وذلَّ لَهث ، فهو مُتَيَّمٌ .
الثاني عشر – مرحلة البَتْل :   
البَتْل : القَطْع ، بَتَّلَ : انقطعَ إليه وأخلص ،
أَعطيته عطاء بَتْلاً أَي مُنْقَطعاً ، لا يعطيه عطاءً بعده ،
منقطع عن العالم وهائم بحبه .
الثالث عشر – مرحلة الوَلَهُ :  
الوَلَهُ : ذهاب العقل لفِقْدانِ الحبيب .  
الوَلَهُ : الحزن ، الوَلَهُ : كل أُنثى فارقت ولدها فهي والِهٌ .
الوَلَهُ : هو ذهاب العقل والتحير من شدّة الوجد أَو الحزن أَو الخوف .  
وفي الحديث :
لا تُوَلَّهُ والدةٌ على ولدها أَي لا تُجْعَلُ والهاً ، وذلك في السبايا .  
والوَلَهُ : يكون بين الوالدة وولدها ، وبين الإِخوة ، وبين الرجل وولده ،  
وقد وَلَهتْ وأَوَلهها غيرُها ، وقيل في تفسير الحديث :  
لا تُوَلَّه والدة على ولدها أَي لا يُفَرَّقُ بينهما في البيع ،  
وفي حديث نُقَادَةَ الأَسَدِيِّ :
غير أَن لا تُوَلِّه ذَاتَ ولد عن ولدها .
وفي حديث الفَرَعَةِ :  
تُكْفِئُ إِناءَك وتُوَلِّه ناقَتَك أَي تَجْعَلُها والِهَةً بذبحك ولدها .
الرابع عشر – مرحلة الهُيامُ :  
الهُيامُ بالضم : أشدُّ العطش . الهُيامُ جنون العشق .
رجل مَهْيومٌ وأَهْيَمُ ، والأُنثى هائمةٌ وهَيْماءُ ، أي شديدُ العَطشِ .
الهُيامُ : داء يصيب رؤوس الإبل العطشى فتهيمُ في الأرض لا ترعى حتى تهلك ،   
يقال : ناقةٌ هَيْماءُ ،
الهَيْماءُ أيضاً : الأرض لا ماء بها .
والهَيامُ بالفتح : الرملُ لا يتماسك أن يسيل من اليد لِلِينِهِ .  
       قل لي : بأي درجة من درجات الحُبُّ تقف الآن ..!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق