الأربعاء، 6 فبراير 2019

وهكذا انتحرت ..! فعزيني


الأربعاء 1/ جمادى الآخرة / 1440هـ
Al-muneef .s. m  ......... وهكذا انتحرت ..! فعزيني ..

وهكذا انتحرت ..! فعزيني
قلب متقاعد ذاهل .. وفضاؤه شاحب .. وروحه ذابله ..
مكلوم لا يتكلم .. و قادح لا يكتب .. وديم لا يقبل له ..

كنت مغرداً ..
" أمشي بروحٍ حالمٍ ، متَوَهِّجٍ      
.......... في ظُلمةِ الآلامِ والأدواءِ "

كنت عازفاً ..
" كمْ حَرَّكَتْ كفُّ الأَسى .. أَوْتارَ ذَيَّاكَ الحَنينْ
فَتَهَامَلَتْ أَحْزانُ قـلبي .. في أَغـاريدِ الأَنِينْ "

كنت ناثراً ..
" مـا لـي تُعَذِّبني الحياةُ .. كأنَّني خلْقٌ غَريبْ ؟
وتَهُدُّ من قلبي الجميلِ .. فهلْ لقلبي مِنْ ذُنوبْ ؟ "

كنت كاتباً ..
فهكذا انتحرت السطور ..
" وَأَلقى عَلَيها الأَسَى ثَوْبَهُ .. وَأقبرَها الصَّمْتُ والإكْتِئَابْ ...
لَقَدْ سَحَقَتْها أكفُّ الظَّلاَمِ .. وَقَدْ رَشَفَتْها شِفَاهُ السَّرابْ ...
كئيـبٌ ، وحـيـدٌ بآلامِـه .. وأَحْلامِهِ ، شَدْوُهُ الانْتحَابْ ..."

في ليالي وحش الوحدة .. ينادم فكري رياح مطر مستدعي ..
غيوم الكتابة فـ أحلق بين خيال لامع وبارق أحرف مجلسي ..
لأعيد صياغة مقال إلى حوار بين طائرين فضاء من نافذتي ..
أو أكتب خاطرة مخاطب كاتب صحفية وفق واحات رؤيتي ..
أو انتخب من كتابات الأصدقاء نص فـ أكتب مجاراة مؤنسي ..
أو أكتب مسامر على تغاريد المغردين في توتير تحية لصحبي ..

لدى مئات النصوص .. برقن من نبات .. توقد فكر معبق ..
تلاقح خيال كلمات ..
غمام خيال باعث أمطار .. لرمال فيافي .. للأحرف مغدق ..
يمازج روائع زخات ..
هاطل ثمر أفق خيال .. ناثر فكر صفحات .. غرس تورق ..
وهج ساق مقالات ..
ضم أوراق صدر .. توشح أزهار يانعات .. يراع روح عزف ..
أوتار قرأت كلمات ..

جمعت بعض أمطار قهوتي في :
1.. كتاب ضم حوار مقالات ..
( احول المقال الى حديث بين طرفين .. كتب .. فـ كتبت )
2.. كتاب ضم مجاراة مقالات ..
( أكتب خاطرة ترد على المقال )
3.. رواية عشاق تواصل أحرف ..
4.. كتاب فلسفة متقاعد ..

مرات على سنين طوال .. أتأمل السطور .. أحذف وأعيد .. أقدم وأؤخر ..
مرات على الأيام أحوال .. ولادة فاجهاض .. والساعات ريق منح ومنع ..
أجمع قطرات غمام كف جمال جنة .. أنظم أزهار عين عقد عروس مطلة ..
في الكتاب الرابع بات حلم .. اللؤلؤ المكنون قريب قلادة ..
لم يبقى الا عدة صفحات من الفصل الثامن ..
فجاءة توقفت الحياة .. والشهور التسعة منية ..
ومن غرفة عمليات إلى إنعاش .. روح روضة ..
ومن يد خبير إلى يد خبير باحث .. ساق فاكهة ..
ومن كل الحسابات الدفع بسخاء .. لاسترجاع إشراقة ..
أبن واحد من الأربع ..
وبعد سيل الدعاء والجهاد ..
تم إعلان توقف قلب الهارد دسك ..
ولا أمل يرجى في الإنقاذ ..
لقد فقد كل ما أمطره فكرك .. وطباعته يدك ..
كنت في أحلام حرفي زاهداً ..
لا باحثاً عن حفل توقيع كتاب ..
ولا باحثاً عن نخل ثروة حرف ..
كان الحلم ولادة إنتاجي الأدبي ..
وإرسال الكتب إلى الأصدقاء في الشبكات الاجتماعية ..
كـ هدايا من متقاعد لكل أصدقاء الأحرف ..

لماذا إلى اقصى مدى ..؟!
لم تتحقق أحلام الحنين .. ولم تتحقق أحلام متقاعد ..

وهكذا انتحرت السطور ..
" ناخت بنفسي مآسيها ، وما وجدتْ   
قـلباً عـطـوفاً يُـسَلِّيها ، فَـعـزِّيـنـي "

سـ أنشر بقايا نصوص لم تخضع لتدقيق وحُسن صياغة ناثر ..
عزاء لنفس ثكلى .. الأجمل شيع قريحة الذخائر ..
فقدت بارق الليل ..
فقدت مزن النهار .. فقدت الهيل وربيع البشائر ..
فقدت أزهار سهل ..
فقدت غرس أربعين حول .. فقدت لمع البصائر ..   


كل الأبيات للشاعر / أبي القاسم الشابي .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق